برامج التهلُكة | تقنية الفساد الأخلاقي

برامج التهلكة | تقنية الفساد الأخلاقي

إن الفساد اللغوي أو البصري أو القلبي ليس كما نعلمه فقط في الكبائر الكبيرة أو الصغيرة التي نصَّ عليها الدين الحنيف، بل إن في الحياة أمورًا قد تقودك لأعظمها، أو تبعدك من أصغرها.

جميعنا على علمٍ بمدى فائدة وضرر استخدام البرامج والتطبيقات، ولستُ أعني البرامج المفيدة للنفس والمعرفة والتطوير والتعليم، بل التي تهلك تلك الذات وتقودها للهلاك والرذيلة، ألا وهي “برامج الهكر اللاأخلاقي” و”برامج فتح المواقع الممنوعة” وأيضا سوء استخدام “برامج التواصل الاجتماعي” التي قد تحتوي على مشتركين يهدفون إلى الجري وراء الشهوات، رغم أن بلادنا حرصت على منعها خوفا على أبنائها من العبث الأخلاقي والغزو الفكري.

تقنية الفساد الأخلاقي

الفساد الأخلاقي

والذي قد يحصل من خروج أو ضعف القلب والعقل أمام الشهوات ما هو إلا بداية لطريق التهلكة أو الانحراف أو الإلحاد أو الكفر، حيث تجد مستخدم تلك البرامج يعيش في البداية في حالة تأنيب ضمير، مع كمية لا بأس بها من الخوف والتستر، بينما ينتهي مآله إلى المُمَارسة الفعلية لاستخدام تلك البرامج غير الصالحة، مُجاهرًا بها داعيًا إليها بين أصحابه وممن وافقه الرأي؛ فأصبح هناك ما يسمى بـ “تقنية الفساد الأخلاقي“.

ابتكارات للحدّ من تقنية الفساد الأخلاقي

الفساد الأخلاقي

لكن مع كثرة هذه التطبيقات وانتشارها بدون شروط أو ضوابط في بلاد الغرب؛ فقد وصلت إلينا بدورها في كامل معاييرها. ومن جهة أخرى، وصلت إلينا ونحن في كامل ضعفنا أمامها. لذا، قام بعض الباحثين والمبرمجين التقنيين بإيجاد حلول لتلك الظاهرة أو العادة التي انتشرت بين أبناءنا وبناتنا، فقام الدكتور عمر الأنديجاني بإنشاء مشروع النهضة الأخلاقية “خُلُق”؛ لأنه اعتبرها جزءًا لا يتجزأ من البناء الأخلاقي، فاعتبر أن بعضها يبني الأخلاق وبعضها يهدمها – المؤدِّيَة إلى الفساد الأخلاقي -. وقام بعض الباحثين بتطوير تطبيقات تُناسب الأطفال واستخدامهم للأجهزة التي لا تحتاج إلى مراقبة الوالدين، وبعضهم قام بتطوير تطبيقات تمنع الكبار من الاستمرار في استخدام البرامج.

لكنَّا لا نزال نعيش الخطر في بحر تقنية الفساد الأخلاقي وأمواجه المطلاطمة، التي تأخذ بالمستخدم تارة مع المد وتارة مع الجذر.

هذا مجرد وجهة نظر وقد تحتمل في طياتها الكثير من المعطيات ووجهات النظر المختلفة وما هو إلا تعبير داخلي أثار في مخيلتي عالم نعيشة فقط حينما تذكرت الآية “وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ” [النور: 15].

لذا، أعتذر عن أي كلمة تجرح ديننا أو أخلاقنا أو سلوكنا. نسأل الله التوفيق والسداد.

Posted by تامر عمران

رائد أعمال، وصانع محتوى مع خبرة تزيد عن تسع سنوات في مجال صناعة المحتوى والكتابة الإبداعية. أخصائي تسويق إلكتروني وتحسين محركات البحث مع خبرة أكثر من سبع سنوات.

Reader interactions

One Reply to “برامج التهلُكة | تقنية الفساد الأخلاقي”

  1. Hasan M. Al-Zawwad 25 مايو، 2015 at 12:20 م

    Dalia, this is a very good subject and I wish you all the best. Thanks

اترك تعليقاً