نصيحة للتعامل مع أزمة كورونا وما بعدها .. لكنها لا تناسب أصحاب القلوب الضعيفة!

لست في حاجة إلى إخبارك بالسيناريو المشرق الذي تتوقعه في حال انتهاء جائحة فيروس كورونا المستجد.
لكني رأيت الكثيرين يغضُّون الطرف عن أسوأ سيناريو قد يمر عليهم.
ولهذا سأبدأ في سرده، وهو بالمناسبة واقعي للغاية، وليس فيه أي نظرة تشاؤمية من أي منظور. فالحياة متقلبة، وعليك مصارحة نفسك في كل الأحوال.
لذلك..
ومن الآن فصاعدًا…
ابدأ بالتعوّد وتدريب نفسك وعائلتك لتعيشوا حياة صعبة.
ليس بالضرورة أن تعيش طويلاً، قد يدوم تفشي مرض “كورونا” لفترة أطول من عمرك، لذا عليك أن تكون مستعدًا لوداع عائلتك قبل أن يكونوا مستعدين للوقوف بثبات على أقدامهم.
أو يمكن أن تعيش حياة طويلة، ولكن يمكن للأزمة أن تصبح هي الأخرى طويلة الأمد؛ فتأكل كل نجاحاتك الماضية ولا تترك لها أثرًا.
أو قد تنتهي الأزمة، لكنك تفشل في التعافي والعودة مجددًا إلى عهدك القديم.
أو قد تنجح في التعافي والوقوف على قدميك مجددًا، لكن مصير أبناءك يختلف تمامًا عنك، ويفشلون في السير على خطاك وتتبع نجاحك، بحيث بعد رحيلك يتخبطون في عيش حياتهم.
جهز نفسك وأطفالك وعائلتك لتكونوا قادرين دومًا على المضي قدمًا والتكيف مع تغييرات الحياة.
وتذكر ، يأ أخي العزيز ويا أختي الفاضلة، أنه مهما كانت مظلتك واسعة ، لن تكون قادرا على حملها إلى الأبد ، لأن الموت قادم لا محالة.
وتأمل ما رُوِيَ عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – منذ زمن بعيد، وعلى الرغم من كلام العلماء في صحة هذا الأثر، إلَّا أنه واقعيًا للغاية ومناسبًا لكل العصور، قال:
“اخْشَوْشِنُوا؛ فَإِنَّ النِّعْمَةَ لَا تَدُوم“.
أخبرتك بكل ذلك لهدفٍ واحد: لا تستمر في التغافل عن أمرٍ واقع، قد يحدث بعد ثانية واحدة من قراءتك لمقالتي.
الجميع يتحدثون عن محاولات الخروج من الأزمة، وأنا أحدّثك عن بقائك على قيد الحياة في تلك الأزمة وما بعدها من أزمات.
أحدّثك لتأخذ الخطوة التي أطلت الانتظار لتخطوها. فهل بعد ما طرحت أمامك سيناريو قد يكون هو مستقبلك القريب؛ هل ستستمر في المكوث؟
الآن حان دورك لتجيب على السؤال، فاجعل إجابتك “تصرُّفًا” وإجراءً ستشكر نفسك، وسيشكرك أولادك، عليه في المستقبل!
(تامر عمران)