كوفيد 19: حتى في الوقت الذي يبكي فيه الجميع… ستجد من يبيع لهم المناديل!

باعتباري رائد أعمال، أسعى دومًا لأكون ذو اطلاع بمختلف المجالات. ومن بين كل الأخبار، لا أهتم سوى بالأخبار المنطقية التي تساعدني على اتخاذ القرارات. لقد تلقينا الموجة الأولى من فيروس كورونا (كوفيد 19). هذه الموجة السريعة والكبيرة التي ٦٠ ثانية منها ستؤدي إلى حدوث ضرر سيستغرق وقتًا طويلًا للتعافي. المشكلة ليست في هذه الموجة الأولى، بل فيما سيأتي بعد ذلك.
توقعات … ونصائح
يجب على الشركات (في قطاع الصناعة وتجارة التجزئة) أن تبدأ على وجه السرعة في اتخاذ إجراءات للحفاظ على أموالها. وهذا هو التدبير الأول والأكثر إلحاحا الذي ينبغي اتخاذه. والإجراء الثاني هو تحديد جميع النفقات والتخفيض الفوري لما لا لزوم له. أما الإجراء الثالث فيتمثل في خفض النفقات الثابتة التي يمكن الاستفادة منها في المستقبل، بما في ذلك الضرائب.
تجنب إيقاف العمل قدر الإمكان، وحاول الحفاظ على فريقك لأطول فترة ممكنة، وتجنب أخذ الإجازات، واحتسب الرواتب والمكافآت والعمولات إلخ… ثم احتفط بالمتبقي من أموالك، يعني باختصار خفّض من السيولة النقدية.
مع توقف العديد من متاجر البيع بالتجزئة لفترة من الوقت؛ ستحتفظ المتاجر بمخزوناتها. وعندما يستأنفون البيع من جديد؛ سنرى موجة لا نهاية لها من الخصومات. وستنخفض الأسعار وسيستغرق انتعاش الصناعة وقتا أطول من تجارة التجزئة؛ لأن تجار التجزئة لن يعيدوا الشراء من جديد إلا بعد انخفاض مخزونهم.
أما بالنسبة لمقدمي الخدمات، فالسيناريو مختلف بعض الشيء. يمكن للتقنيات أن تُسهم، وينبغي أن يزداد الطلب، وكذلك العرض. ستنشأ الكثير من الفرص، خاصة في كل ما يتعلق بالإنترنت.
وينبغي للشركات التي لا تملك سوى القليل من المال ألَّا تتورط في مزيد من الديون مع المصارف البنكية وخطط الائتمان التي توفرها في الوقت الحالي. إن فعلت، ستحصل على أموال قليلة لكنها مكلفة للغاية في المستقبل (القريب كان أو البعيد). لذلك لا تقم بأي شيء يمكن أن يُعرّض أموالك للخطر.
لنتعلم الكثير من الدروس هذا العام
سنتعلم العمل من بعد. سينتشر هذا المفهوم للقاصي والداني، وسيزدهر هذا النوع من الوظائف والإقبال عليها، كما هو الحال على منصات مثل بعيد ومستقل وخمسات وغيرها. علينا أن نكون أكثر تعاونًا ولنستخدم التكنولوجيا بشكل مختلف. سنرى العديد من الشركات الجديدة تظهر بشكل مبالغ فيه، والقليل منهم من سيدرك النجاح.
سنرى أيضًا الكثير من الشركات تنهار. سنفقد أصدقاءنا وأحبائنا وكل هذا سيجعلنا أكثر تفكيرًا وتأملًا واستباقًا وتعاونًا.
لا شك أن هذا سيكون التحدي الأكبر الذي سأواجهه كرائد أعمال. وأعتزم أن أخوض وأجتاز هذه المرحلة بالعمل على إنعاش الاقتصاد والإسهام فيه في أقرب وقت ممكن.
لقد قررت أن أواجه الأمر، ماذا عنك؟ استعن بالله ولا تعجز.
وأخيرًا، أربع نصائح خذها مني وضعها – رجاءً! – حلقة في أذنيك:
- معادلة هذه الفترة هي: كوفيد 19 – (التفاؤل × التشاؤم) + (الواقع × المرونة)= ريادة الأعمال
- لا ينبغي لأحد أن يشعر بمشاعر الفشل في هذه الأزمة. حافظ على الهدوء والدراسة والاستعداد للمرحلة المقبلة. كل ذلك سيمر.
- الرابح هو المستفيد من فترة الفوضى الحاصلة بعد الأزمة.
- حتى في الوقت الذي يبكي فيه الجميع؛ ستجد من يبيع لهم المناديل! فَكُنْ من قنّاصي الفرص.
بالتوفيق. : )
كتبه: تامر عمران
رائد أعمال ذو اطلاع. مؤسس ورئيس تحرير مجلة ريادة الأعمال.