مشوار الألف ميل

مشوار الألف ميل

مشوار الألف ميل

مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة” أو خطوات! أيها الجامعي قد خطوت أولى خطوات النجاح في حياتك، ولعل أساسها هو ما نشأت عليه من حرص والديك على العلم لتكون عالما يوما ما، أو باحثا، أو طبيبا، أو تقنيّا، المهم أن تكون ناجحًا في حياتك تحقق الطموح الكبير. وهذا المشوار التعليمي الذي حمل في طيّاته الكثير من العقبات والانجازات جعلك تثق بنفسك أكثر بأنك قادر على أن تنجح. ولكن حينما تسلك طريق حياتك العملية لتحقق هدف الريادة في مجالك، هل فكرت قليلا ما الذي يجعلك رياديًا؟ هل العلم وما قمت به من تجارب خلال الدراسة يكفي؟ أم هناك المزيد لتحقق الريادة؟

مشواركثير من المبتدئين في مسيرة حياتهم العملية يعتقدون أنهم يستحقون أن يكونوا مدراء أو مشرفين أو مدراء مشاريع، فقط لأنهم حققوا الدرجة العلمية العالية مع مرتبة الشرف، في حين أن كثيرًا منهم لم ينجحوا في حياتهم العملية وفضّلوا في النهاية أن يكونوا تابعيين ليس متبوعين. ولأن الأفكار والاعتقادات لديها دور كبير في صقل المهارات، فإنه مع العلم والتربية بجانب الخبرة العملية، يصبح الناتج في النهاية موظف ناجح، يرتقي مع الوقت في السلم الوظيفي ليصبح رياديًا حقيقيًا.

وقد يتساءل بعض التنفيذيين في المشاريع حول طبيعة وظيفة المدير إذا كان مشرفًا فقط؟ سؤال دائما يتكرر ممن لديه خبرة عملية ضئيلة جدًا، فمهام التنفيذي تختلف تمامًا عن إدارة المشاريع، أو قيادة الفريق، شتان ما بين هذا وذاك.

الخطوات الأولى في مشوار الألف ميل

وحتى تترك لنفسك مساحة جيدة لتفهم هذه الأمور أو المعايير الغير ملحوظة؛ حاول دائمًا مخالطة ذوي الخبرة والاستماع الجيد لمن يفوقك خبرة في الإدارة العملية دون النقد. واعلم أنّ النقد يعود بك للوراء وأنت لا تشعر، وحتى تصل إلى دراية كافية وتجرب عددًا من المهام والمهارات والخبرات العملية تستطيع أن تعطي رأيك بحجة أقوى من إذا كنت في بداية حياتك العملية تستمع وتنتقد وألا تفهم جميع العوامل المحيطة للشركة أو المؤسسة. وإليك أهم الخطوات التي تساعدك لتبدأ مشوار الألف ميل نحو الريادة:

  1. الاستماع الجيد لذوي الخبرة وخاصة أصحاب القرارات.
  2. التركيز على المعايير أو البنود العامة لتتكون لديك صورة أكمل في بداية الأمر، ومن ثم يمكنك الخوض في التفاصيل.
  3. تجنب النقد لمرؤوسك؛ فمن نقدٍ بسيط قد تبني بينك وبينه جدارًا يمنعك من التعلم واكتساب الخبرة.
  4. حاول التركيز كيف يفكر رئيسك أكثر من التركيز على مهامه.
  5. كن مساعدًا معاونًا غير متضجرًا بأي طلبات تأتيك سواء كانت من ضمن مهامك الفعلية أم لا؛ فحتمًا ستتعلم مما يوكل لك فتصعد درجة.
  6. المبادرة هي سلوك ليس متوفرًا إلا لمن يرغب أن يكون رياديًا.
  7. لوم النفس في المواقف التي قد تحدث خلال العمل مع الرؤوساء أفضل من لومك على قراراتهم أو تغيير أفكارهم.
  8. كن متسامحًا متفهمًا لأحوال رئيسك، وأكثر من الأعذار له؛ لأنك لا تعلم مزاجه اليوم هل هو نفسه غدًا أم لا.
  9. انتقِ الفُرَص الإيجابية لطرح كل فكرة جديدة تطرأ على خاطرك، أو لتوصية بتعديل أحد بنود المشروع أو العمل.

وتذكّر في بداية مشوار الألف ميل، ألّا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.

التحديات التقنية في إدمان العزلة الاجتماعية

العزلة الاجتماعية

العزلة الاجتماعية

“إن لبدنك عليك حق”، دليل قاطع على أهمية إعطاء الجسد حقه في الراحة والاسترخاء ليتجدد نشاطه ليومه التالي، ولكن أصبحنا في هذا الزمن ومع التحديات المعلوماتية واستخدام التقنيات لا يستغني الشخص وحتى الطفل عن وجود أجهزة أو برامج ذكية لاستخدامها وقت الاسترخاء حتى على فراشه، بل أصبح يدمن عليها وقت الاسترخاء، مما جعله منفردا معزولًا اجتماعيًا وحيدًا يجلس بين أربعة جدران ولا ونيس سوى استخدام الإنترنت والتقنيات بأنواعها. هذه هي العزلة الاجتماعية.

ولعلي أتطرق إلى أحد المخاوف الأعظم من العزلة وهو الانفتاح الغير أخلاقي والذي يغفله الكثير، حيث أصبحت التحديات المعلوماتية المتعددة المذاهب والأجناس والأفكار والطروحات ليست قابلة للنقاش فقط بل قابلة للاتباع، وكما هي على الإنسان البالغ خطورة على افكاره وعاداته وتقاليدية الإسلامية فما بالكم بالطفل حيث تجده يستدل بمنابع ليست لنا ليفك رموزا كثيرة لا يكترث لها مجتمعه المحيط به، فتنشأ الأفكار تليها الاعتقادات، تليها تغيير سلوك فتصبح عادة ومن ثم نكتشف أننا نعيش مشكلة.

أسباب العزلة الاجتماعية

ونظرا لأن عجز نظام التعليم التربوي الحالي وأيضا كثير من الآباء الكبار في العمر عن مواجهة التحديات التي أفرزتها تقنية المعلومات والاتصالات بجميع مجالاتها بهدف ربحي بحت دون التطرق إلى ما يخص الأخلاقيات؛ أصبح الاتجاه إلى استخدامها سلوك نتج عنه كثير من الانحرافات، أو تغيير في الاعتقادات لدى الكبير والصغير، مما أدّى ذلك إلى أن تحوّلت مهارات الصغار والكبار من حرفة أو صنعة أو عمل يدوي إلى مهارات معلوماتية متعددة المصادر تجعله لا يلجأ إلى الحلول أو الأبواب الصحيحة السليمة وإنما يختار ما يلبي هواه الداخلي.

ورغم التوجّه الكبير مِنْ قِبَلِ المسؤولين والمجتمعات لتصحيح بعد السلوكيات الناتجة عن الإدمان المعلوماتي، إلا أنه مقارنه بسرعة تطور المعلومات من كل البلدان فإنها أسرع بكثير في التأثير من التوجهات الحالية لدى بعض المؤسسات وأصحاب العلاقة.

ختامًا، إياكم والعزلة الاجتماعية، وتذكَّرُوا قوله تعالى “كُلّ نفْسٍ بِمَا كَسَبْت رَهِينَة”.