بين الذكاء الجمعي والصراع الاقتصادي في المجتمع
بناء الذكاء الجمعي في المجتمع
في يومٍ ما، كان هناك شخص بحاجة إلى رأس مال استثماري يبلغ 10 مليون ريال؛ فاقترض المال من أحد البنوك بضمانِ ملكيّة الأراضي. أعطاه البنك فترة سداد لمدة عامين، مع 2% فائدة على الأقساط الشهرية.
واتَّضح للمقترض أن جهوده التي بذلها ضاعت هباءً، وبالتالي فإن أقساط البنك تراكمت عليه. وبطبيعة الحال، قام البنك بمُصادرةِ منزله. وأخيرًا، تدمّرت شركته وتمَّ بيع المنزل.
الذكاء الجمعي .. سلاح ذو حدّين
هذا مُجَرَّد مثال قد نرى مثله كثيرًا في المُجْتَمَع. وفي الحقيقة، إن هذا المثال لا يمكنه تسميته سوى أنه محاولة بناء الذكاء الجمعي – مِنَ البنك والكيانات الاقتصادية – في خِضَمِّ الْمُسْلِمِينَ. حتى أن العديد من الحالات المُمَاثِلَة لا تزال مستمرة في كل طبقة من طبقاتِ المجتمع.
ومِنْ هنا نقول: عندما يكون هناك أناس لديهم الوعي الكاف واتِّخاذ العبرة مِمَّن سَبَقوهم؛ فإن محاولة بناء المجتمع لتحقيقِ الاقتصاد الإسلامي ستبدو أكثر إنسانية.
هناك العديد من المنظمات التي تحارب الربا في جميع أنحاء العالم. لقد انتقلوا إلى فكرة الذكاء الجمعي الذي يربط الرؤى المشتركة في مهمة القضاء على الربا واستحضار الاقتصاد الإسلامي.
الذكاء الجمعي في مواجهة الربا
ربما الكثير من الناس يريدون المساهمة في بناء هذا المجتمع، لكن منهم من لا يزال يبحث عن المكاسب والأرباح بغضِّ النظر عن مصدرها وطبيعة هذا الربح من ناحية الشرع. هذه الشخصية يجب أن نمحيها من داخلنا؛ لأنها تعيق عملية تثقيف المسلمين بما يتوجَّب عليهم فعله جراء الربا.
واعلموا أن المجتمع إذا اهتمّ باستغلال الذكاء الجمعي للقضاء على آفة الربا داخل البشر؛ ستتحقق بذلك العديد من الطاعات الأخرى، التي ستعود بالنَّفع على مستقبل وحياة الناس ونجاحهم فيما بعد.
كان شداد بن أوس رضي الله عنه يقول: “إذا رأيت الرجل يعمل بطاعة الله فاعلم أن لها عنده أخوات، وإذا رأيت بالرجل يعمل بمعصية الله، فاعلم أن لها عنده أخوات؛ فإن الطاعة تدلّ على أختها وإن المعصية تدل على أختها”. [المفصّل في فقه الدعوة إلى الله، 3/79]