نصيحة لمتقلِّبي المزاج

المزاج العَكِر

يصف أحد أصدقائي نفسه بأن لديه هذا المزاج سهل التعكر، وقلب سريع التأثر، وعقل ينشغل بصغائر الأمور قبل كبائرها، فهو يحب أن يجد كل شيء كما ينبغي أن يكون، وأن تسير كل الأمور باستمرار على ما يروم، ولا ينفك يذكر نفسه دائماً بمدى حساسية مزاجه، وأهمية الدفع بالمعكرات بعيداً عن عينيه، ولو حدثت مشكلة صغيرة، أو خسارة بسيطة، أو خلل يسير تعكر مزاجه، وفسد يومه، وصار يلقي اللوم على من عكر وأفسد، ويعزم على تجنب مثلها في المستقبل حتى يسلم من أثرها.

سبب تقلٌّب المزاج

والحقيقة – برأيي – أن هذه القناعة لدى صديقي هي سبب حساسية مزاجه، وسهولة تعكره، فأنا أؤمن بأن مزاج الإنسان سهل التعكر بالقدر الذي يعتقده عنه صاحبه، فمن يستمر في تذكير نفسه بضعف ما في شخصيته فسوف يقوى هذا الضعف ولن يبرأ، ولو أصر على إيهامها بما ليس فيها من عيوب صارت فيها.

إن المحاولة اليائسة لعيش رفاهية تجنب الأمور التي تعكر المزاج لن تجدي نفعاً، فهي جزء طبيعي من تحديات الحياة، نواجهها باستمرار، وسوف نستقبل منها الكثير، والميل إلى تجنبها لن يجعلنا أسعد، بل إنه سيجعلنا أكثر حساسية في مواجهة مثلها، وأقل قدرة على استقبال تحديات المستقبل.

عدّل مزاجك

إن تدريب النفس على التعامل المعتدل مع المشكلات والهموم من أجدى وسائل تطوير ذواتنا، وتقوية عزائمنا، وتعزيز قدراتنا على التحمل. قال الخليفة الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لا أدعو بخفة الحمل.. بل أدعو بقوة الظهر”.

كن أقوى بتدريب ذاتك وتعويدها على ما تريدها أن تكون فيه أقوى، وبدلًا من تجنُّبِ الأمور البسيطة التي تعكر المزاج وتُقلّبه، درّب مزاجك على عدم التعكر بسبب أمور بسيطة.


كتبه: عمر العريفي

مدرب | مؤلف | مهتم بكل مفيد.. يتحدث غالبًا عن النجاح والسعادة.

Posted by تامر عمران

رائد أعمال، وصانع محتوى مع خبرة تزيد عن تسع سنوات في مجال صناعة المحتوى والكتابة الإبداعية. أخصائي تسويق إلكتروني وتحسين محركات البحث مع خبرة أكثر من سبع سنوات.

اترك تعليقاً