لأصحاب المتاجر الإلكترونية: كيف تستخدم التسويق عبر البريد الإلكتروني بذكاء؟

كأخصائي في مجال التسويق الإلكتروني، فإن أحد المشاكل الرئيسية التي كنت أراها بشكل يومي أن الغالبية العظمى من المستهلكين لديهم تحامل وإجحاف فيما يتعلق بالتسويق عبر البريد الإلكتروني، وأعني بهذا المصطلح تلك الرسائل المُرسَلة عادة من شركات القطاعات المختلفة، التي عادة ما نحصل عليها – أنا وأنتم – على صندوق بريدنا الإلكتروني.

إذا كنت من مستخدمي الإنترنت بشكلٍ متكرر، فإنك تتسوق من خلاله وتشترك في المواقع المختلفة؛ ثم تجد كمية من الرسائل لا بأس بها تحشو صندوق الوارد لديك، وستظل في زيادة طالما أنك مستمر في ذلك. وللأسف فإن الاستخدام العشوائي للمسوقين بمثل تلك الأداة القوية تجد أن معظم الناس يوجِّهُون هذا النوع من الرسائل إلى البريد المزعج.

لكن، وكما قلت من قبل، التسويق عبر البريد الإلكتروني هو أداة في غاية القوة، خصوصًا عند استخدامها بذكاء من دون أي مبالغات. والحقيقة التي ينبغي على أي مسوق/شركة معرفتها أنه من خلال تَبَنِّي الممارسات الجيدة؛ ستُمكِّنَكُم من جعله أداة حقيقية تُنشئ علاقة مع المستهلك، وتحقيق نتائج لا يمكنكم تصوّرها.

التفكير السليم في استخدام التسويق عبر البريد الإلكتروني

من الممارسات الشائعة للغاية هي قصف – بالمعنى الحرفي للقصف! – عناوين البريد الإلكتروني بالعروض والخصومات. طيب، نعم الكثير من البشر يحبون الخصومات ومقارنة الأسعار، لكن حصولهم على الكثير من الرسائل بنفس المحتوى على مدار اليوم أمر قد لا يحقق الأثر المطلوب. فما الذي ينبغي علينا مراعاته؟

قبل أن تقم بأي إجراء؛ تحتاج أوَّلًا إلى تحديد جمهورك. سنفترض أن لديك متجرًا متخصصًا في أثاث غُرَف الأطفال، وعليه فإنك لن تستهدف في حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني الرجال البالغين 50 عامًا. ستستهدف على الأرجح جمهور النساء في الفئة العمرية من 18-45 عامًا، وربما تزيد من شريحة الأعمار – بالتفكير في الأجداد – إلى الـ 50-60 عامًا. يمكنك أيضًا أن تحدد لنفسك هامشًا ربحيًّا وفقًا لقِيَمِ الأثاث الذي تبيعه، وتحدِّد أيضًا نطاق/مناطق التوصيل التي يمكنك تسليم أثاثك إليهم من دون مواجهة أي مشكلة. دعنا نفترض أنك ستعمل في شتى مدن ومناطق المملكة العربية السعودية.

ستحتاج كذلك إلى التفكير في نوع المواد الخام التي ستستخدمها في تصنيع منتجاتك، وفي كيفية النقل والتسليم في الوقت المناسب، وفيما هو مُتعارف عليه في كل منطقة، وأعني بذلك إذا كان كل قطعة من الأثاث لها تسمية مختلفة تختلف باختلاف المناطق، كما هو الحال لدينا في مصر.

حدَّدتَ جمهورك؟ جيد جدًا، عليك الآن أن تبدأ بالاهتمام والرعاية بشأن الواجهة البصرية لتسويقك عبر بريد متجرك الإلكتروني. وغالبًا ستحتاج إلى متخصص يعرف كيف يرشدك بشأن الأماكن التي تضع فيها الشعار، والمنتجات، والأسعار، وأزرار مثل “احصل على العرض” أو “شاهد التفاصيل”، إلخ. وبحسب الجمهور الذي تودُّ التواصل معه؛ ستحدد كيف تختار الألوان والبيانات التي تضعها في حملتك التسويقية عبر البريد الإلكتروني، ومن ناحيةٍ أخرى يجب أن تصبح الحملة واضحة المعالم والبيانات، مع اشتمالها على السمات الأساسية التي يهتم لها جمهورك/شريحتك المُستَهدَفَة.

وبجانب كل ذلك، هناك نقطةٌ أخرى ذات أهمية كبرى ينبغي التفكير فيها. كم عدد الرسائل اليومية التي يجب إرسالها للعملاء والمُستهلِكين المُحتمَلِين لإخبارهم عن منتجات متجرك؟ وهل يجب أن تضع فواصل ذات صلة (يعني مقالات أو أي محتوى آخر غير المنتجات) بالرسائل؟ هل التسويق عبر البريد الإلكتروني يهتم فقط للتواصل من أجل العروض الترويجية؟ أم أنه يمكنني إنشاء علاقة وثيقة مع عميلي من خلال تقديم – مثلًا – نصائح في اختيار الألوان أو ديكور وتزيين الأثاث؟

أليس مما يلمس المشاعر ويوطد العلاقات إرسال رسالة تهنئة بمناسبة عيديّ الفطر والأضحى، ودخول شهر رمضان، متمنِّيًا له السعادة وتقديم خصم خاص لتلك المناسبات؟ أو، مثلًا، إخباره بأن المنتج الذي كان مهتم به لكنه لم يشتره في نهاية الأمر – وهو أمر يفعله الكثير منا – سيحصل على خصمٍ خاص إذا عاد وقرر شراءه من متجرك الإلكتروني؟

هل علمت الآن مدى إمكانيات استخدام التسويق عبر البريد الإلكتروني وقدرته على أن يحقق مبيعات قوية بدلًا من مجرد قصف البريد الوارد للزبائن أو العملاء المُحتَمَلين؟ الاستخدام الأمثل للتسويق عبر البريد الإلكتروني أكثر من مجرد اختيار منتج وإعلام الآخرين أن عليه خصم. بل هو إيصال المحتوى الملائم للمستهلك. أن توفِّر له ذلك الشعور بأنك – كشركة أو متجر – تفهمه وتوفر له ما يريد، أكثر من اهتمامك بما في جيبه أو إغرائه.

استخدامك الصحيح والواعي لتلك الأداة التي بين يديك هو السبب الوحيد الذي سيُمكنك من تحقيق ما تريد. سيرفع من متوسط مبيعاتك، ويزيد من أرباحك الشهرية، على عكس عربات التسوق المهجورة في متجرك الإلكتروني قبل استخدامك إياه. لكن، وبجانب كل تلك المنافع؛ فإن التسويق عبر البريد الإلكتروني – بالحس السليم – سيجعل عملاءك وكافة المشتركين يضعونك في دائرة الصداقة والمقربين، طالما أن صورة متجرك/شركتك/مشروعك/خدمتك تتواصل معهم بشكلٍ جيد وتهتم بسلامتهم، وذلك أمر في غاية الأهمية خاصة في تلك الأيام. فكَّر في الأمر!

Posted by تامر عمران

رائد أعمال، وصانع محتوى مع خبرة تزيد عن تسع سنوات في مجال صناعة المحتوى والكتابة الإبداعية. أخصائي تسويق إلكتروني وتحسين محركات البحث مع خبرة أكثر من سبع سنوات.

اترك تعليقاً